نقلا عن وكالة قدس نت للانباء : عائلة فلسطينية تحتفل بالعيد بطريقتها الخاصة
كاتب الموضوع
رسالة
م.ابو وسيم عضو فعال
عدد المساهمات : 60 تاريخ التسجيل : 11/07/2010
موضوع: نقلا عن وكالة قدس نت للانباء : عائلة فلسطينية تحتفل بالعيد بطريقتها الخاصة الأحد نوفمبر 21, 2010 10:18 am
التاريخ: 1431-12-13 هـ الموافق: 2010-11-20 10:48:04
رفح – وكالة قدس نت للأنباء منذ اللحظة الأولي لوصولي المكان شعرتُ بالسعادة التي كانت انعكاساً، لما شاهدته في عيون الأطفال من فرحة , بالإضافة إلى طبيعة الترابط الاجتماعي بين أفراد العائلة، الذي أثراً في قلبي وجعلني أسأل نفسي لماذا طال حال البيت الفلسطيني هكذا منقسماً .؟؟ لماذا غاب الحب بيننا.؟؟ لماذا لا نكون مثلهم مترابطين متماسكين؟؟؟ ولماذا ؟ ولماذا؟؟، فوجدت جزء من إجابات تساؤلاتي عند مغادرتي المكان.
ربما يكمن هنا "مربط الفرس" كما يقولون؛ فتوريث العادات والتقاليد لأطفال هذه العائلة الفلسطينية التي تعود أصولها من بلدة السبع جزءاً من ثقافة الحفاظ على التراث الفلسطيني من الضياع خاصة في ظل المساعي الإسرائيلية المتواصلة منذ احتلال فلسطين بالقضاء على ترثنا الذي حافظ أجدادنا عليه عبر السنين.
مراسل وكالة قدس نت للأنباء سلطان ناصر حضر أجواء احتفال عائلة العرجا بعيد الأضحى المبارك ، في حي الجنينة بمدينة رفح جنوب القطاع ، والذي نظمته رابطة شباب عائلة العرجا بالتعاون مع منتدى شارك الشبابي ضمن فعاليات "معكم في العيد" , فكان التراث الفلسطيني حاضراً خلال احتفالهم، فتجد أطفالهم ورجالهم وسط حي العرجا في شارع "جورج"؛ يجمعوا بين أصالة التراث الفلسطيني من خلال تقاليدهم وعاداتهم في إحياء العرس الفلسطيني.
مهرجين .. بدأت هتافات الفرحة لدي الأطفال ترتفع بمجرد دخول المهرجين المكان، فبنسبة لهم الأمر غريب نوعاً ما، لأنه يعيشون في منطقة حدودية لطالما تعرضت للإنتهاكات الإسرائيلية اليومية، فكانوا بحاجة ليشعروا بالفرحة، ويفرغوا عن أنفسهم الكبت الناجم عن الحصار الإسرائيلي.
الأطفال سرعان ما تأقلموا وتفاعلوا مع المهرجين، الذين تمكنوا من إدخال الفرحة في قلوبهم، التي لطالما كانت بحاجة لمن يكون معهم ويشاركهم فرحة العيد ويدخلها في قلوبهم البراءة؛(...)، فأمضوا ما يقارب على ثلاث ساعة ممزوجة بالضحك واللعب والفرحة، بين فقرات المهرجين التي شملت العديد من الأغاني الخاصة بالأطفال والمسابقات وتوزيع الجوائز عليهم.
ما سبق كان جزءاً بسيطاً من حملهُ فريق "معكم في العيد" الذي جاء من كافة منطق القطاع ليفرح أطفال عائلة العرجا، ليتحول أعضاء الفريق لضيوف ويجلسوا بين الأطفال، ويشاهدوا عرضاً قدمه شباب العائلة، (فرقة الأصدقاء للتراث الشعبي ).
للوهلة الأولي عندما خرجت الفرقة من الغرفة التي كانوا، قد بدلوا فيها ملابسهم، بملابس العرس الفلسطيني، شعرت أن شيء جميلاً سيعرض، وبالمناسبة العائلة كانت على موعداً عصر اليوم لإحياء عرساً لأحد أبناء العائلة بنفس الطريقة.
فبدوا بالتلويح بأيدهم لنا (..)، ثم بدأت حفلة السامر الذي يمدح فيها الشباب حسبهم ونسبهم وتمسكهم في بلدتهم السبع، فشكلت كلمات السامر كافة المراحل التي يمر فيها العرس الفلسطيني، والأغاني الشعبية التي يعتبرونها حلقة الوصل بينهم وبين الماضي والحاضر والمستقبل، وتعبر عن شخصيتهم وعواطفهم وهمومهم باللهجة العامية المتداولة بينهم، ذات الأصول الممتدة من بلدة السبع .
وسرعان ما انتقلوا إلى الدبكة الفلسطينية يرافقهم فيها الخيول على أنغام الشبابة (الناي) والدلعونة ، فجسدوا لوحة فنية شارك فيها كل أفراد العائلة وفريق الحلمة، تجعلك تشعر أنك مقيماً وسط بلدتك الأصلية، وهو ما يحلم فيه أفراد العائلة بالعودة إلى بلدتهم وإحياء أفرحهم على أرضهم بالسبع، مؤكدين تمسكهم في حلم العودة، مورثين تراثهم لأطفالهم.
ويتميز العرس الفلسطيني بأغانيه الشعبية التي ينظمها ويلحنها شعراء القرية أو المدينة الفلسطينية، والتي تعكس الحالة النفسية لأهلها والعادات والتقاليد الاجتماعية، وهي الإرث الذي يتوارثه الأبناء عن الآباء بكلماته وألحانه، وتشترك فيها معظم المدن الفلسطينية .
أحد وجهاء العائلة :الحاج صالح العرجا (أبو محمد) أكد على أن التراث الفلسطيني حاضراً في كافة المناسبات التي تمر فيها العائلة بهدف الحفاظ عليه من الضياع، مشيراً إلى أن سرد الترابط الاجتماعي القوي بين أفراد العائلة هو تمسكهم في تراثهم الفلسطيني واحترامهم له.
وأوضح أبو محمد أن كافة أفراد العائلة متمسكين في العادات والتقاليد الاجتماعية التي ورثوها عن أجدادهم، لافتاً إلى أن ما قدمه شباب العائلة من عروض تراثية خاصة بالعرس الفلسطيني، سيقدمونها خلال احتفالاهم اليوم بعرس أحد أبناء العائلة .
ومن جانبه قال رئيس رابطة شباب العرجا المهندس محمد العرجا :" إن فكرة إنشاء الرابطة جاءت لتعزيز النسيج الاجتماعي بين أفراد العائلة"، مشيراً إلى أن الانقسام وصل داخل البيت الفلسطيني نفسه، فكان لا بد من إعادة بناء اللحمة بين أفراد الأسرة التي تمثل المجتمع . وأوضح العرجا أن الرابطة أسست في عام 2009م بجهود ذاتية، وتضم العديد من اللجان منها الثقافية والاجتماعية والرياضية، جميعها تخدم أفراد العائلة ، مبيناً أن الرابطة تقوم بعقد العديد من الفعاليات لأطفالها، لرسم الفرحة على شفاهم.
وتابع العرجا :"نستطيع التعرف على المشاكل التي يعاني منها الأطفال وخاصة وأنهم يعشون في منطقة حدودية دائماً تكون معرضة للقصف الإسرائيلي، مما يسبب العديد من الاضطرابات لدهم، نحاول معالجتها من خلال الفعاليات الترفيهية لهم" .
وأكد أن الرابطة تقوم بإحياء كافة المناسبات التراثية، وشاركت في العديد من الفعاليات التي تدعوا لإحياء التراث كان أخرها بتعاون مع اتحاد المركز الثقافية لإحياء ذكرى النكبة الفلسطينية، مشيراً على أن العائلة تمتلك العديد المقتنيات التراثية الخاصة ببلدة السبع .
نقلا عن وكالة قدس نت للانباء : عائلة فلسطينية تحتفل بالعيد بطريقتها الخاصة