أثارت وزارة الصحة البريطانية جدلا في الأوساط العلمية، بعد تقليلها من الأضرار التي يسببها استخدام الأطفال الهواتف النقالة. وتدرس بريطانيا حاليا مقترحات بإعطاء الضوء الأخضر باستخدام الهاتف النقال، على الرغم من اعتراضات علماء يقولون إن هذه الأجهزة قد تسبب السرطان، كما يؤكد العلماء أن الحرارة التي تتولد من موجات الهاتف النقال، وتتركز في محيط الأذن، يمكنها أن تحدث أوراما خبيثة، ويعد هذا النوع من الأورام غاية في الخطورة، لأنه يصيب منطقة الرأس.
وذكرت دراسة نشرت نتائجها في مارس الماضي أن احتمالات الإصابة بالسرطان تضاعفت خمس مرات عند الأطفال الذين استخدموا النقال، مقارنة بأقرانهم الذين لا يستخدمون هذه الوسائل. وقالت إن «تكوّن الأورام يستغرق سنوات عدة، ويختلف كل شخص عن الآخر». وكانت وزارة الصحة البريطانية قد أكدت قبل سنوات أن الهاتف النقال يؤثر سلبا في عمل الدماغ، إلا أنها ترى أن هناك ثغرات في الدراسات العلمية بهذا الخصوص. ويقول الخبراء إن الـ16 سنة الأولى من عمر الإنسان هي مرحلة النمو، ومن المحتمل أن تؤثر الأجهزة التي تعمل بموجات الإرسال في نمو بعض الأعضاء، كما يكون تعرض الإنسان في هذه المرحلة لمخاطر أكبر من الشخص البالغ.
النصائح السابقة في بريطانيا
أثبتت دراسات أن استخدام النقال يؤثر في عمل الدماغ ونشاطه، ونظرا إلى استمرار النمو في مرحلة المراهقة، فإن الأطفال أكثر عرضة للمخاطر أكثر من البالغين. يجب عدم تشجيع استخدام الأشخاص دون الـ16 للنقال
النصائح الجديدة
--هل تسبب موجات الإرسال الأورام؟
-لايوجد حاليا دليل علمي أو بيولوجي على أن الموجات تسبب السرطان.
--هل تقوم الهواتف النقالة بتسخين الدماغ؟
يعتبر أغلب الخبراء أن التسخين بسيط ولايؤدي إلى مشكلات صحية، زيادة حرارة الجسم شيء طبيعي ويحدث عند ممارسة الرياضة، أو عند الاستحمام في ماء ساخن، ولايؤدي ذلك إلى مشكلات صحية.
محاذير عالمية
فرنسا : حظر إعلانات النقال التي تستهدف من هو دون 12.
الولايات المتحدة : وزارة الصحة تقول إنه لا توجد مخاطر على الأطفال والبالغين.
كندا: استخدام الأطفال دون الـ8 عند الطوارئ فقط، وتحديد مكالمات المراهقين بـ 10 دقائق.
روسيا: نصح من دون الـ18 بعدم الإفراط في استخدام الهاتف النقال.
استخدام محدود
ويحذر العلماء من الاستخدام الواسع للهواتف بين الأطفال دون سن 16 ،وينصحون بالاستخدام المحدود، كما يدعون الأولياء إلى مراقبة أبنائهم وعدم السماح لهم بسوء استعمال الهواتف. وقد أصيبت هيئات بحثية بالدهشة، بعد نشر معلومات عن تقرير لوزارة الصحة البريطانية تنوي من خلاله رفع التحذيرات عن استخدام الأطفال للنقال. وتقول الوزارة «ليس هناك دليل علمي أو بيولوجي يؤكد تسبب موجات الإرسال في أمراض السرطان»، ويخشى من أن تكون الخطوة البريطانية تهدف إلى تشجيع مبيعات الهواتف لشريحة واسعة من المجتمع، والمتمثلة في الأطفال. وينصح علماء بمنع الأطفال دون الـ11 وتشجيع من هم فوق ذلك على استخدام الرسائل النصية، عوضاً عن المكالمات، وتثقيف المراهقين بمضار موجات الإرسال، بحيث يفضل إبعاد الهواتف عن الجسم مسافة كافية. واعتبر الخبير في منظمة «بور ووتش»، أليسدير فيليبس، أن قرار الوزارة بالتخلي عن احتياطات السلامة في ما يخص استخدام الأطفال للهواتف النقالة، خطأ كبير بالنظر إلى «دراسات علمية كثيرة على مستوى العالم تؤكد ارتفاعا ملحوظا في عدد الإصابات بالأورام عند الذين استخدموا هذه الهواتف ل 10 سنوات». وأوضح «من غير المعقول أن يكون هذا هو الموقف الرسمي من مخاطر الهواتف النقالة، الذي يرى أن هذه الأجهزة غير ضارة، الأمر الذي أعتبره غير مسؤول وغير أخلاقي». وأضاف فيليبس «أنهم يضغطون على الأولياء ليشتروا هواتف لأطفالهم، وقد تكون هدية أب لولده سببا في الإصابة بوروم في المخ بعد 30 سنة».
ويقول الباحث لويد مورغان الذي أعد دراسة شاملة حول مخاطر الهواتف النقالة «أثبت العلم مخاطر متزايدة للهواتف النقالة وتسببها في أورام المخ، كما أن هناك مخاطر الإصابة بسرطانات العين والغدة اللعابية والمثانة واللوكيميا».
عن «ديلي ميل» و«ساينتفك أميركن»