بسم الله الرحمن الرحيم
وأصلي وأسلم على من أرسله الله رحمة للعالمين.... أما بعد :
فهذه رسالة الى القلوب .. لكل باحث عن رقة قلب
هذه نصحية من قلب مشرق ..
لكل من يقرأ لي أو لغيري , لا تعود نفسك ان يرق قلبك الى شي أعظم من القران ، كل حياةً لقلبك ولو قرأت مئات الكتب والكتيبات والله الذي لا اله الا هو لا تعدل اّية واحدة من كتاب الله
فالمؤمن لا يريد شيء أعظم من رضوان الله ورضوان الله لا ينال بشيء أعظم من حب كلام رب العالمين جل جلاله ومن أعظم ما أثنى الله به على أولياءه والصالحين من خلقه أنهم يتصفون بثلاث صفات رزقنا الله وأياكم إياها في الاخلاص :
1-أذا تليت عليهم أيات الله وجل القلب
2-إقشعرار الجلد
3-وذرف العين
قال الله في موسى وهارون وإبراهيم وإدريس وإسماعيل ومريم وأبنها عليهم السلام (( أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين ...الاية )) مريم (57)
والاشياء بالتعود وأعظم ما ينصح به الانسان ليحيا قلبه أن يقوم بين يدي الله في الليل ثم يأتي بأيات أثنى الله فيها على ذاته العلية ولا يوجد كلام أجمل وأعظم تأثيرا من ثناء الله على نفسه وإخبار الله عن ذاته بما أن لا احد أعظم من الله فلا كلام أعظم من كلام الله وبما أنه لا أحد أعظم من الله فلا أحد أعلم من بالله من الله ، هذه أمور القواعد إحفظها جيدا ، (
لا أحد أعظم من الله ، ولا كلام أعظم من كلام الله ، ولا أحد أعلم من بالله إلا الله) فإذا جئت تقف بين يديه إختر أيات في أول تعودك على قبام الليل أثنى الله بها على ذاته العلية ثم رددها كثيرا وأنت تصلي حتى تستميل قلبك وتذرف عيناك تدريجيا ثم مع الايام يصبح قلبك لا يسكن بشيء أعظم من ذكر الله (
من أستأنس بالله أستوحش من خلقه) ، الله يقول عن ذاته العلية
ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شأّء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا * ثم قبضانه إلينا قبضا يسيرا * وهو الذي جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشوزا ) هذه أشياء محسوسة تراها وانت قبل ان تنام فإذا ربطها بالخالقها عظم اليقين في قلبك .. ويقول تعالى
وهو الذي أرسل السماّء بشرا بين يدي رحمته وأنزلنا من السماء ماءُ طهورا * لنحيي به بلدة طيبة ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأُناسٌ كثيرا * ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفورا ) وأيضا في خواتم سورة الحشر ... فأين شعر الشعراء ، أين كلام البلغاء ، أين وصف الفصحاء ، هذا كلام رب العزة في رب العزة جل جلاله ، هذا هو قوت القلوب الحقيقي الذي يعيش به كل مؤمن ويتعود ان لا يشرب إلا منه ولا ينهل إلا من معينه هذا الذي يسَوق إلى رضوان الجنات ويوفق به المؤمن للطاعات ويقاد به إلى أعلى المنازل ...
اللهم إنك أنت الله لا إله إلا أنت عالم الغيب والشهادة مصير كل أحد إليك ورزق كل أحد إليك أسالك اللهم بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن ترزقنا الاخلاص والتوفيق فيما نقول وما نكتب وتقبلوا تحياتي أخوكم بالله : أبو حمزة العسقلاني