عابد لله عضو مشارك
عدد المساهمات : 51 تاريخ التسجيل : 09/06/2010
| موضوع: طريق حمل الدعوة الإسلامية الأربعاء يونيو 23, 2010 3:52 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
طريق حمل الدعوة الإسلامية
قال الله تعالى :
. ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) . وروى البخاري عن عبادة بن الصامت قال : ( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره وان لا ننازع الأمر أهله وان نقوم أو نقول بالحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة لائم ) هذه الآية تبين كيفية الدعوة إلى الإسلام وهذا الحديث يبين أن قول الحق مما بايع المسلمين الرسول عليه ويبين كيف يكون قول الحق . أما دعوة الناس إلى الإسلام فان الآية تبين أن الناس يدعون إلى دين الله بثلاث طرق احدها الدعوة بالحكمة , والحكمة هنا هي البرهان العقلي وهي الحجة الدامغة والقول المقنع لان هذا هو الذي يؤثر في النفوس أي نفوس لان الإنسان لا يملك أن يغلق عقلة أمام البرهان القاطع وأمام الفكر القوي ولذلك كانت الدعوة بالحجة والبرهان مؤثرة على المفكرين ومؤثرة على غير المفكرين ويخشاها الكفرة والملحدون كما يخشاها الضالون المضلون لأنها تكشف زيف الباطل وتضئ وجه الحق وهي التي تكون نارا تحرق الفساد ونورا يهدي إلى الصلاح ومن هنا نجد القران الكريم جاء بالبراهين القاطعة والحجج الدامغة وخاطب العقول وكان من أعمق ما صيغ من كلام ومن ابلغ ما عرض من حجج وبراهين وهكذا يجب أن تكون إحدى طرق الدعوة بالحكمة أي بالبرهان العقلي المقنع قال تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) .
ومن الخطأ أن يظن احد أن الحكمة هي التأني والتؤدة أو أنها اللين والمسايرة فان هذا المعنى لم يرد لها مطلقا فالحكمة إما وضع الأمور موضعها وإما الحجة والبرهان وفي الآية لا محل لتفسيرها بوضع الأمور بموضعها فيتعين أن يكون معناها الحجة والبرهان .
أما الطريق الثاني من طرق الدعوة فهو الموعظة الحسنة وهي تعني التذكير الجميل وهو يعني إثارة مشاعر الناس حين مخاطبة عقولهم وإثارة أفكارهم حين مخاطبة مشاعرهم حتى يصحب إدراكهم لما يدعون إليه حماس للعمل به وللعمل له وقد سار القران على ذلك فكان في الوقت الذي يخاطب الفكر يثير المشاعر قال تعالى : ( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنْ الْجِنِّ وَالْإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ ) .
وقال تعالى : ( إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا * لِلْطَّاغِينَ مَآبًا * لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا * لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا * إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا * جَزَاءً وِفَاقًا ) .
أما الطريق الثالث فهو الجدال بالتي هي أحسن وهو النقاش الذي يحصر بالفكر ويأخذ دور الهجوم ويعمد فيه صاحبه إلى نقض الحجج الباطلة وإعطاء الحجج الصادقة مع تحري الوصول إلى الحق ولذلك يحتوي أمرين هدماً وبناءً نقضاً وإقامة برهان .
قال تعالى : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ) .
وقال تعالى : ( قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ * قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إنْ كُنتُمْ مُوقِنِينَ * قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ * قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمْ الْأَوَّلِينَ * قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمْ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ * قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ * قَالَ لَئِنْ اتَّخَذْتَ إِلَهًَا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنْ الْمَسْجُونِينَ * قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ * قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنْ الصَّادِقِينَ ) .
وهناك أساليب كثيرة من الجدل جاء بها القران وهذا هو الجدال بالتي هي أحسن ومن الخطأ أن يظن أن معنى الجدال بالتي هي أحسن هو الجدل بهدوء والين بل هو قرع الحجة بالحجة تماما كأساليب الجدل التي في القران .
هذه هي الطرق الثلاث في الدعوة وهي جميعها لابد أن يقال فيها الحق أينما كان القائل أمام الحاكم أم أمام الناس ويجب أن يعطي فيها الفكرة صريحة واضحة ويجب أن يكون متحديا سافرا مؤمنا بالحق الذي يدعو إليه يتحدى الدنيا بأكملها يتحدى الحاكم والجبابرة ويعلن الحرب على الأحمر والسود من الناس دون أن يحسب أي حساب لعادات أو تقاليد أو أديان أو عقائد أو حاكم أو سوقة ولا يلتفت إلى شيء سوى رسالة الإسلام .
فان رسول الله صلى الله عليه وسلم بادأ قريشا بذكر ألهتهم وعابها وتحداهم في معتقداتهم وسفهها وهو فرد اعزل لا عدة معه ولا معين له ولا سلاح عنده سوى إيمانه العميق بالإسلام الذي يدعو إليه ولم يأبه بعادات العرب وتقاليدهم وعقائدهم ولم يجاملهم بها ولم يراعهم في شانها فقد تلا عليهم قوله تعالى : ( إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ) وقال : ( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ) وقال : ( وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ ) وكانت قريش تتمنا لو يهادنهم قال تعالى : ( وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ) ولكن ظل في هجومه الصاعق حتى أزال الكفر وكذلك حملة الدعوة يجب أن تكون دعوتهم سافرة متحدية في قوة الأعاصير الجارفة حتى راية ( لا اله إلا الله محمد رسول الله ) . | |
|
مختار ديوان عياش المدير العام
عدد المساهمات : 2157 تاريخ الميلاد : 16/03/1988 تاريخ التسجيل : 16/07/2009 العمر : 36 الموقع : www.mmmoh.blogspot.com العمل/الترفيه : سكرتير المزاج : الحمد لله في دوام الصحة
| موضوع: رد: طريق حمل الدعوة الإسلامية الخميس يونيو 24, 2010 12:21 pm | |
| طبعا طريق حمل الدعوة هي امر غير هين الله هم صلي وسلم علي نبينا محمد وبارك له وأحشرنا معه ياالله | |
|