أخي الشاب : ها أنت تتجرع مرارة الحياة صباح مساء ! من تعب وألم !! ولا أسوأ من مرارة الحياة من الوقوع في المعاصي ، والتهالك على اللذات والشهوات ! فإنها القاصمة التي أفسدت عليك شبابك ، وعكَّرت عليك أن تحيا شبابك قوياً .. ثابتاً .. في عزيمة وعلو همة ..
أخي: كم من الشباب اتخذوا أهواءهم مطيَّة ! ولبئسة المطية مطية الهوى .. أما رأيت أخي كيف ذمَّ الله تعالى الهوى في كتابه العزيز ؟! فقد قال الله تعالى : { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ } [الجاثـية:23]. فبالله ما الذي وجدته في دنيا الهوى ؟! هل وجدت لذة لا ينقضي نعيمها ؟! هل وجدت أنساً وراحة يملآن جوانحك ؟! هل وجدت في نفسك شوقاً إلى الدار الآخرة ، وجنة ربك تعالى التي عرضها كعرض السماوات والأرض أعدها لأهل طاعته ؟! هل وجدت حباً لطاعة ربك والتفاني في عبادته ؟!
أخي الشاب: ما أسعدك يوم أن تصبح فتستقبل يومك بطاعة الله تعالى ، وتقتل هواك يومها ! فلك أخي أن تعد هذا اليوم من أيامك الصالحة التي ستنفعك غداً إذا وقفت أمام الله تعالى ، فتحتاج إلى الحسنة الواحدة !
ولا تقف أخي عنَّد يوم واحد ، بل فلتحرص أن تكون أيامك كلها بيضاء .. بيض الله وجهي ووجهك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ..
قال أبو الدرداء رضي الله عنه: (( إذا أصبح الرجل اجتمع هواه وعمله ، فإن كان عمله تبعاً لهواه فيومه يوم سوء وإن كان هواه تبعاً لعمله فيومه يوم صالح )) .
أخي الشاب: أين أنت من عواقب المعاصي ؟! شقاء وقلق في الدنيا .. وعذاب وجحيم يوم الحساب .
قال الفضيل بن عياض رحمه الله : (( من استحوذت عليه الشهوات انقطعت عنه مواد التوفيق )) .
أخي: اجعل هدفك في الحياة طاعة ربك تعالى ؛ تسعد في الدنيا ، وتفوز بالدرجات العالية يوم تقوم القيامة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .