مختار ديوان عياش المدير العام
عدد المساهمات : 2157 تاريخ الميلاد : 16/03/1988 تاريخ التسجيل : 16/07/2009 العمر : 36 الموقع : www.mmmoh.blogspot.com العمل/الترفيه : سكرتير المزاج : الحمد لله في دوام الصحة
| موضوع: درس في كتمان السر -ديوان عائلة عياش الإثنين نوفمبر 23, 2009 5:02 am | |
| لقد جرى على ألسنة الناس قول ( فلان لا تبتل في فمه فوله) ، أي أن هذا الرجل لا يستطيع عند سماعه للكلام أن ينام أو يرقد حتى يبلغ هذا القول للناس حتى لو كان مريضًا لأن ذلك أصبح ملازمًا له وجبل هو على ذلك وقال الناس فيه ( هو الإنسان الخباس) الذي يوقع الناس في بعضهم فهو يهتك الأسرار ويكشف المستور من خفايا الناس وهو مع ذلك يظن في نفسه ظنًّا حسنًا ويظن أنه يخدم الناس بذلك أي بنقل الكلام.
- وقال العلماء هذا الصنف من الناس لا تقبل توبته شرعًا ما دام مصرًا على ذلك (الخبس) وشبهة العلماء بمدمن الخمر أو المصر على الزنا.
- وقال أيضًا العلماء إن هذا الذنب من الذنوب الملازمة للعبد التي لا تنفك عنه .
- ولقد نجحت دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان كتمان السر سببًا مباشرًا في نجاح دعوتهم وانتشارها. ومما يدل على ذلك عندما أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بتبليغ الرسالة فكان من أوائل ما بلغهم النبي بالدعوة بلغ على بن أبى طالب.
وكان على بن أبى طالب من أدبه كان لا يقطع أمرًا حتى يرجع إلى أبيه ولما عرض عليه النبي الدعوة قال أرجع إلى أبى فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا على إما أن تسلم وإما أن تكتم أي تكتم سر هذا الخبر حتى لا يعلم به أحد فيكون سببًا في عدم نجاح الدعوة وتبليغها فاختار على الإسلام وأسلم مع النبي وبين يديه ففاز بالاثنين الإسلام وكتمان سر الدعوة فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يبلغ الدعوة ويعقد الاجتماعات في دار الأرقم بن أبى الأرقم وكان ذلك سرًا دون علم قريش فكون النبي رجالاً يكتمون الأسرار ويحفظون الأخبار أي التي تنزل من السماء فنجحت الدعوة وأصبح لها شأن عظيم أي بدأت الدعوة بكتمان السر في التبليغ من النبي إلى أصحابه رضي الله عنهم جميعًا.
وكذلك هجرة النبي نجحت بكتمان سر الهجرة فهاجر أصحاب النبي سرًا وكذلك النبي هاجر سرًا حتى لا يعوقوا تبليغ دعوته بعد الهجرة.
حيث نام على بن أبى طالب في فراش النبي سرًا حتى يهاجر النبي إلى المدينة يتضح لنا من ذلك كله أن إفشاء السر يدمر كل شيء في حياة الإنسان وإليكم الأدلة العملية على ذلك.
من القرآن الكريم قال تعالى (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليك ورحمته لا تبعتم الشيطان إلا قليلاً)
هذه الآية توضح لنا أن المنافقين كانوا لا يكتمون سرًا بل يذيعون الأسرار فأصبح من يذيع الأسرار يتصف بالنفاق وإن شئت فقل أو هو يعلم أنه منافق فعليه أن يرجع عن ذلك.
السنة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (آية المنافق ثلاث منها إذا ائتمن خان)
وهكذا كما وضح لنا القرآن وضح لنا رسول الله أن من ذاع سرًا كانت فيه خصلة من خصال النفاق فليبادر بالتوبة منها.
السر ضربان
أحدهما ما يكفى الإنسان من حديث يستكتم وذلك إما لفظًا كقولك لغيرك وإما حالاً : وهو أن يتحرى القائل حال إنفراده فيما يورده أو خفض صوته (مثل التجسس).
قال المناوى (لا يحل لأحد من أهل المجلس أن يفشى على صاحبه ما يكره إفشاؤه) .
وقال أيضًا إنه تضييع أمانة استودعتها - وتضييعها أن تحدث بها غير صاحبها فتكون ممن خالف قوله تعالى (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها).
فتكون بذلك من الظالمين وتحشر في زمرة الخائنين.
وقال أبو حامد الغزالي - إفشاء السر خيانة وهو حرام إذا كان فيه إضرار .
عن جابر رضي الله عنها قال (إذا حدث رجل رجلاً بحديث ثم التفت إليه فهو أمانة) .
القول المأثور - إنما المجالس بالأمانات - من أفشى سرًا فقد خان - لأن السر أمانة | |
|