بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
ورد ذكر البغض في الله من رواية بعض الصحابة : ابن مسعود والبراء بن عازب وابن عباس وأبي ذر ومعاذ بن جبل وعمرو بن الجموح رضي الله عنهم :
1 / أما حديث ابن مسعود رضي الله عنه فرواه الطيالسي في مسنده ( منحة المعبود 1 / 23 ) والطبراني في الكبير ( 10 / 272 ) والأوسط ( 4 / 376 ) والبيهقي في شعب الإيمان ( 7 / 68 ) وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله ( 2 / 54 ) من طريق الصعق بن حزن عن عقيل الجعدي عن أبي إسحاق عن سويد بن غفلة عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا عبد الله أتدري أي عرى الإسلام أوثق ؟ قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : الولاية في الله والحب في الله والبغض في الله ، يا عبد الله أتدري أي الناس أعلم ؟ قال : الله ورسوله أعلم ، قال : فإن أعلم الناس أعلمهم بالحق إذا اختلف الناس وإن كان مقصرا في العلم وإن كان يزحف على إسته زحفا " وفيه عقيل الجعدي قال البخاري : منكر الحديث .
2 / وأما حديث البراء بن عازب رضي الله عنه فرواه الطيالسي في مسنده ( منحة المعبود 2 / 48 ) وأحمد في مسنده ( 4 / 286 ) وابن أبي شيبة في الإيمان ( ص 36 ) برقم ( 110 ) والمروزي في تعظيم قدر الصلاة ( 1 / 403 ) برقم ( 393 ) والبيهقي في شعب الإيمان ( 7 / 69 ) من طريق ليث عن عمرو بن مرة عن معاوية بن سويد بن مقرن عن البراء بن عازب قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " أتدرون أي عرى الإيمان أوثق ؟ قلنا : الصلاة قال الصلاة حسنة وليست بذلك ، قلنا : الصيام فقال مثل ذلك ، حتى ذكرنا الجهاد فقال مثل ذلك ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أوثق عرى الإيمان الحب في الله عز وجل والبغض في الله " ، وفيه ليث بن أبي سليم ضعيف لكن لا بأس به في الشواهد .
3 / حديث ابن عباس رضي الله عنهما رواه الطبراني في الكبير ( 11 / 215 ) والبغوي في شرح السنة ( 13 / 53 ) والبيهقي في شعب الإيمان ( 7 / 70 ) من طريق حنش عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر : أي عرى الأيمان _ أظنه قال _ : أوثق ؟ قال : الله ورسوله أعلم قال : الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله " وحنش هو الحسين بن قيس الرحبي متروك .
4 / حديث ابي ذر رضي الله عنه رواه أحمد في مسنده ( 5 / 146 ) وأبو داود في كتاب السنة من السنن ( 5 / 6-7 ) والمروزي في تعضيم قدر الصلاة ( 1 / 405 ) برقم ( 394 ) والخطيب في تاريخه ( 6 / 391 ) ومن طريقه ابن الجوزي في العلل ( 2 / 247 ) من طريق يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن رجل عن أبي ذر قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أفضل الأعمال الحب في الله والبغض في الله "
وفيه يزيد بن أبي زياد الكوفي ضعيف أخرج له مسلم متابعة وفيه أيضا رجل مجهول .وضعفه ابن الجوزي ، وذكره الحافظ في الفتح وسكت عنه ( 1 / 47 )
5 / حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه رواه أحمد في مسنده ( 5 / 247 ) من طريق رشدين عن زبان عن سهل عن أبيه عن معاذ أنه : سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أفضل الإيمان قال : أن تحب لله وتبغض لله وتعمل لسانك في ذكر الله قال وماذا يا رسول الله قال : وان تحب للناس ما تحب لنفسك ، وتكره لهم ما تكره لنفسك " وفيه رشدين ابن سعد وزبان ضعيفان .
وأخرجه أحمد أيضا ( 5 / 247 – 248 ) والطبراني في الكبير ( 20 / 191 ) من طريق ابن لهيعة عن زبان به . وابن لهيعة فيه ضعف . وفي رواية الطبراني عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه : أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أفضل الإيمان فذكره .
6 / مرسل عمرو بن مرة أخرجه وكيع في الزهد ( 2 / 600 ) برقم ( 329 ) وهو مرسل والرواي عنه أبو اليسع المكفوف سئل عنه أبو زرعة فقال لا أعرف اسمه وقال أبو حاتم يكتب حديثه لكن تابعه ليث وخالفه فرواه موصولا كما سبق في حديث البراء .
7 / حديث عمرو بن الجموح رواه أحمد في مسنده ( 3 / 430 ) قال حدثنا الهيثم بن خارجة حدثنا رشدين بن سعد عن عبد الله بن الوليد عن أبي منصور مولى الأنصار عن من طريق عمرو بن الجموح انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يحق العبد حق صريح الإيمان حتى يحب لله تعالى ويبغض لله فإذا أحب لله تبارك وتعالى وأبغض لله تبارك وتعالى فقد استحق الولاء من الله وأن أوليائي من عبادي وأحبائي من خلقي الذين يذكرون بذكري وأذكر بذكرهم " . وفيه رشدين بن سعد ضعيف .
وينظر سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني ( 4 / 306 – 307 ) برقم ( 1728 ) قال رحمه الله بعد أن ذكر حديث ابن عباس وابن مسعود والبراء رضي الله عنهم : ( فالحديث بمجموع طرقه يرتقي إلى درجة الحسن على الأقل )